حق الاختلاف وحرية الاختيار: تبني الحوار وفهم الآخر – الأستاذ/ بون عمر لي
ـ لقد حدد القرآن الكريم خاصية الأمة الإسلامية وهي الخيرية المؤسسة على ترسيخ قيم الإصلاح ومحاربة الفساد قال تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
ـ وتتحقق هذه الوظيفة في إطار الاختلاف والتنوع بهدف التعاون المؤدي إلى التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
وهذا الاختلاف ضروري لحاجة البشرية إلى التكامل الوظيفي المقتضي الاعتراف المتبادل، والتقدير الإنساني لتجسيد الحكمة العالية من خلق الإنسان.
قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة».
ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم. واللام هنا للصيرورة.
والاختلاف نوعان/
ـ الاختلاف الفطري: فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
ـ الاختلاف الكسبي: بسبب تفاوت المستويات في المعرفة والفهم، واختلاف الأمزجة، والظروف الزمانية والمكانية، ويلزم الأمة تكييف هذه المكاسب وتوظيفها بشكل إيجابي لتأطير وإدارة الاختلافات الفطرية ليستقيم الإنسجام البشري والتعايش السلمي، وتتم عمارة الأرض بطريقة مهتدية.
ولمراعاة خاصية الاختلاف جعل الله تعالى معظم النصوص الشرعية في الكتاب والسنة ظنية الدلالة قابلة للاختلاف لاستيعاب الحاجات البشرية المتجددة لتحقيق مرونة تضمن للشريعة صلاحيتها لكل زمان ومكان.
وقد أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدب الخلاق، بتوظيف وتوجيه الطاقات الإيجابية لبناء المجتمع الصالح.
قد اختلف الصحابة في موته صلى الله عليه وسلم، وفي موضع دفنه وفي من يخلفه، وفي جمع القرآن، وحرب المرتدين ومع ذلك لم يفسد الخلاف للود قضية.
ثانيا: حرية الاختيار:
ويستتبع حق الاختلاف حرية الاختيار في جميع المستويات الظنية التي يخوض فيها العقل البشري في حدود ما تسمح به قواعد لغة القرآن، في نطاق تحقيق المناطات.
ـ الاختيار الديني: لكل إنسان الحق في اختيار الدين الذي يريد أن يتدين به يقول الله تعلى: «لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي».
ورد في نزول الآية: ما روى أبو داوود في سننه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كانت المرأة (في يثرب) تكون مقلاة فتجعل على نفسها ان عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا لا ندع أبناءنا فأنزل الله عز وجل:
«لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي»…
الإسلام يبين للإنسان طريق الخير وطريق الشر، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
ـ الاختيار المذهبي: لقد اختلف العلماء في فهم النصوص الظنية الدلالة، وفي تحقيق مناطها، فتمذهب كل واحد بالمذهب الذي يعرفه، مع الاحترام التام لمذاهب الآخرين، وكانوا يحسنون أدب الخلاف، فترى الشافعي الذي يرى بطلان صلاة من لا يبسمل في الفاتحة يصلي وراء المالكي الذي يرى كراهة البسملة، وترى المالكية يمضون عقودا فاسدة في مذهبهم مراعاة للخلاف في المذاهب الأخرى، الأمر الذي يشكل المستوى الرفيع من التسامح واعتبار الرأي الآخر.
ويرى عن أبي حنيفة قوله: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
ـ الاختيار السياسي: السياسة عمل اجتهادي في تدبير أمور الناس، واتخاذ الوسائل التي تقرب إلى الإصلاح وتبعد عن الفساد والعقول البشرية تتنافس في مغالبة نزيهة، من أجل خدمة المجتمع، وتحسين ظروفه، والحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها، ولكل إنسان حرية اختيار الاتجاه الذي يناسبه، مع اعتبار أن الآخرين اعوانا له في البحث عن المصلحة العامة، وبتبني الحوار أساسا لحل المشاكل، بعيدا عن العنف والتشنج.
العلاقة بين حق الاختلاف وحرية الاختيار جدلية يقاربها منهج الحوار البناء المؤسسي على الإنصاف وفهم الآخر، وقد يكون الحوار مع الآخر المشابه في الدين والمختلف في الجزئيات، وقد يكون مع الآخر المختلف في الدين كما يقول الإمام علي رضي الله عن: الناس إما أخ لك في الدين أو شريكك في الخلق أي الإنسانية.
وعلى أية حال فهناك ضوابط وقواعد تساعد على ترسيخ قيم الحوار البناء:
1 ـ الإخلاص في البحث عن الحق: يكون قصد الطرفين الوصول إلى الحق، يقول الإمام الشافعي ما ناظرني أحد فباليت أتظهر الحجة على لسانه أو على لساني، ومثل الإمام الغزالي علامة الصدق في البحث وقال: (أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينا لا خصما).
2 ـ الإنصاف: يبدأ الإنصاف من الاعتراف بحق الخلاف، وحفظ حقوق المتحاور لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مثل في ذلك: يوم جاءه اليهودي زيد بن سعنه يتقاضى دينه في تمر ابتاعه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حلول أجله مغلظا له القول وسط القوم، فكان من قوله: أنتم بني عبد المطلب قوم مطل فهم به عمر فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا عمر أنا وهو كنا أحوج منك إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الاقتضاء ثم أمر بإعطائه حقه وزيادة عشرين صاعا في مقابل ترويع عمر له، فلم يسع اليهودي إلا أن أعلن إسلامه.
ـ الاستعداد للتنازل: لا يمكن أن يتفاهم طرفان إلا إذا تنازلا أو تنازل أحدهما على الأقل، ففي حوار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سهيل ابن عمرو مفاوض قريش يوم الحديبية خير مثال على ذلك: فعندما أرادا تقييد خلاصة الحوار دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال اكتب «باسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل لا أعرف هذا، ولكن أكتب (باسمك اللهم) فكتبها. فقال اكتب ها ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل ابن عمرو، فقال سهيل لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال رسول الله اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل ابن عمرو، انظر كيف تنازل عن كتابة اسمه الوظيفي ورضي بكتابة اسمه الطبيعي على الرغم من معارضة علي ابن أبي طالب وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة محو (محمد رسول الله)، بالإضافة إلى بنود أخرى قاسية على المسلمين، ومع ذلك سمى الله هذا الاتفاق فتحا مبينا.
ـ تحديد نقاط الخلاف ونقاط الإنفاق حتى لا يضيع الوقت في الهوامش والضبابيات الفكرية التي تخرج الحوار عن إطاره الصحيح.
ـ وعندما يكون الحوار جماعيا ولا يحدث التوافق، فرأي الأغلبية معتبر لحسم الخلاف، وضمان الإنسجام بين المجتمع، كما حدث في شورى أحد وغيرها، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما.
التعامل مع الآخر: تقوم العلاقة بين المسلم وغيره على أساس الشراكة في الإنسانية، والتعاون في عمارة الأرض وإقامة العدل.
لقد تعامل المسلمون مع غير المسلمين في ثلاثة مستويات:
1 ـ عندما كانوا في مكة نبوة بلا دولة، أقلية مستضعفة تحت حكم قريش.
2 ـ عندما كانوا في المدينة نبوة ودولة تحملوا مسؤولية حفظ النظام والدفاع عن دولتهم الفتية وأمنها الداخلي والخارجي.
3 ـ عندما كانوا في عهد الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة بلا نبوة لانقطاع الوحي، ويجتهدون في مقاربات اجتهادية في التأسي بالنموذج النبوي الراشد.
وضابط العلاقة بين المسلمين وغيرهم دائما كان قوله تعلى:
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين …
وفي إطار هذه العلاقة انضبطت قاعدة الحرب والسلم في المعاهدات، وعقود الذمة والجزية مقابل الزكاة والدفاع عنهم ورمزا للخضوع للنظام العام ووقف العدوان.
وقد طبع التعامل مع الآخر في الإسلام مستوى عال من التسامح والاحترام حرصا على الأمان والتعايش السلمي، من ذلك:
1 ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر الأقلية اليهودية في المدينة المنورة مواطنين أصليين فقد ورد في وثيقة المدنية:
ـ وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.
ـ وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم. وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
2 ـ دعا القرآن إلى عدم استثارتهم: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله، فيسبوا الله عدوا بغير علم.
3 ـ إقرار حقهم في ممارسة ديانتهم وتقاليدهم الدينية، كما في وثيقة المدينة (لليهود دينهم وللمسلمين دينهم).
4 ـ الاحترام الإنساني: مرت جنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف لها، فقالوا إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفسا ؟ !
5 ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهادى مع غير المسلمين:
ـ أكيد ردومة الجندل أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فأعطاه عليا، فقال: شققه على الفواطم.
ـ كما أهدى إليه فروة الجزامي بغلة بيضاء فركبها يوم حنين.
ـ إن كره الكفر لا يستلزم كره الكافر لذاته. وإلا فأين محبة المسلم لزوجته الكتابية.
فعلى المسلمين اليوم أن يستلهموا الهدى النبوي في التعامل مع غير المسلمين في ظل التغيرات الهائلة التي وقعت في العالم وتبدل العلاقات والظروف، فيلزم تصحيح المصطلحات فالذمة والجزية أمور لم تعد موجودة في تعامل المسلمين مع غيرهم، فالعلاقات اليوم محكومة بالاتفاقات والقوانين الدولية، وتقوم على المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل.
إن تغيير المصطلحات في الإسلام أمر طبيعي في سياق الحكم والمضامين.
فعندما أنف نصارى بني تغلب من أن يسمى ما يؤخذ منهم جزية، قال عمر لنعمان ابن زرعة خذ منهم الجزية باسم الصدقة.
كما ينبغي أن يفهم ان قاعدة الولاء والبراء مصطلح جديد مستمد من معاني المولاة بين المسلمين ومعاداة الكافرين، والقصد منه تحصين المجتمع المسلم ولكنه من أمور الولاية وترجع إلى أحكام الحرب والسلم التي يقررها الحاكم حسب المصلحة وظروف المسلمين على أساس التوجيه الرباني (لا ينهاكم الله …).
ومن المهم جدا طمأنة غير المسلمين في العالم الإسلامي بحقوقهم في إطار المواطنة الكاملة، طبقا لوثيقة المدينة، فتؤخذ الضريبة من جميع المواطنين مسلمين وغيرهم، ولا تؤخذ الزكاة من غير المسلمين لأنها عبادة ولا إكراه في الدين.
الحوار هو الحل:
أشرنا سابقا إلى أن الحوار هو الآلية الصحيحة لإدارة إشكالية حق الاختلاف وحرية الاختيار، وعندما ينسد بابه تنفتح أبواب الفتنة وينتشر العنف والدمار.
لقد ظلت الدولة الإسلامية بخير، حتى وقعت فتنة الثورة على عثمان بن عفان رضي الله عنه بسبب التذمر من تولية بعض أقاربه من بني أمية ثم حيكت على ذلك مؤامرات دنيئة انتهت بمقتل الخليفة الراشد عثمان، فاندلعت فتنة سفك الدماء بين المسلمين فاضطربت الأمة مما أدى إلى تسلل الأفكار المسمومة في حياتها بأيد خفية خبيثة فبرزت فرقة الخوارج التي ركبت أهواءها في تأويل النصوص، فكفروا الإمام عليا رضي الله عنه في حادثة التحكيم بكلمة حق أرادوا بها باطلا (إن الحكم الا لله) فكفروا من لم يكفره ثم قتلوه،فلم تستقر سفينة الأمة بعد ذلك لأن التغيير بالعنف يفقد الأمة استقرارها ولا يضمن تحقيق أهدافه.
فإذا كانت الثورة على عثمان بسبب توليته ولاة من بني أمية فقد أصبح الحكم بعد ذلك خالصا لبني أمية أكثر من قرن من الزمان.
وفي بداية القرن العشرين ظهر مصطلح (الحاكمية) استعملها أبو الأعلى المودودي في كتاباته، وسيد قطب في معالم في الطريق، وفي ظلال القرآن تعبيرا عن مستوى غياب الإسلام ثم تلقفها شباب متحمسون لم يفهموا المقاصد من الشحنة التعبوية في المصطلح في فترة الاحتقان بين الحكام وبعض الدعاة، وبسبب ما عانوا من ألم السجون خرجوا يكفرون الحكام وأعوانهم، فأباحوا لأنفسهم سفك الدماء وتنفيذ عمليات إرهابية أزعجت الآمنين وأربكت حياة الناس.
وقد جاءت فكرة تكفير الحكام المسلمين عند الخوارج والفرق المنحرفة الأخرى من سوء فهم الحاكمية، وإدراج أمور الإمامة في أصول الديانة من باب العقائد فاعتبروا الخطأ فيها كفرا، بينما المعتمد عن أهل السنة أنها من باب الفرعيات، والمخالفة فيها ذنب، ولا يكفرون بالذنب.
يقول الآمدي: إعلم أن الكلام في الإمامة ليس من أصول الديانات بل من الفرعيات.
ويقول ابن خلدون: قصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية اجتماعية ولا يلحق بالعقائد.
وقد حاج الخليفة المامون أحد الخوارج: عن ابن أبي داود قال : أدخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملكم على خلافنا ؟ قال: آية في كتاب الله تعلى، قال وما هي ؟ قال: قوله تعلى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
فقال له المأمون: ألك علم بأنها منزلة ؟ قال: نعم، قال وما دليلك ؟ قال: إجماع الأمة، قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فرضى بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.
وقد تزايدت الفتن وتطاير شررها، وكثر الهرج بسبب أو بغير سبب يقول صلى الله عليه وسلم: من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه.
ومن المؤسف حقا أن نرى اليوم جماعات تتقاتل، وتزهق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل أن يحكم فلان أو علان. كأنهم لم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل إمرء مسلم واحد.
وليس هناك علاج لهذه المعضلات إلا تفعيل آليات الحوار الجاد مع الجماعات المتطرفة لإعادتها إلى جادة الصواب، وتحصين الشباب من الإنزلاق في هاوية الإرهاب، وذلك عن طريق تربية الأجيال، والتوعية وإشاعة ثقافة التسامح وتحسين ظروف المعيشة، ومحاربة البطالة وتوفير الحريات …
لقد أعطت تجربة الحوار الذي نظم في السجن المركزي بانواكشوط بين العلماء والسجناء السلفيين نتائج إيجابية حيث تراجع العديد منهم واعترفوا بخطئهم، كما أدت تجارب الحوار المنظم في بعض الدول العربية إلى مراجعات مدونة ستكون عونا في محاصرة الفكر المتطرف.
فيجب ان تتوفر أساليب الحوار ولا تتوقف الدعوة إليه، فلا يتصور من عاقل أن يرفض الحوار إلا إذا كانت لديه أجندات أخرى تفوت بسبب الوفاق،
وأخيرا أوكد أن الحياة كلها قائمة على الحوار والتفاهم في الأسرة والشارع والمدينة والأسواق … فلا توجد مشكلة إلا بسبب فشل الحوار، كما أن العالم اليوم متحاور بطبعه، عبر الانترنت، والقنوات الفضائية، وفي أروقة البرلمانات، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، فأنت محاور شئت أم أبيت، حتى الإمام على منبره محاور، فليتحر ما يقول، وكيف يقول… فالحوار كله خير.