اليوم التاسع: من الموسم العلمي حول مخلفات الاسترقاق
شهدت مقاطعة الرياض ختام الموسم العلمي المبارك وذلك يوم الثلاثاء: 26/جمادي الثانية/1436هـ، الموافق: 14/ابريل/2015م، وذلك من خلال مسجدي ( الرحمة ) و (الدعاة إلى الله) الذين توزعت فيهما الجلسات العلمية، وقد أشرف الأمين العام فضيلة الشيخ حمدا ولد التاه رفقة الأمين الدائم بي ولد خطاري على إنطلاقة الجلسات العلمية في كلى المسجدين، الذين شهدا آخر محطات الموسم العلمي، بعد جولة دعوية علمية مرت بجميع مقاطعات العاصمة نواكشوط، لتوضيح أبعاد ومضامين بيان رابطة العلماء المؤكد لفتوى العلماء الصادرة 1981.
مسجد الدعاة إلى الله
بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ترأس الجلسة العلمية النائب الثاني للأمين العام فضيلة الشيخ الطالب اخيار ولد مامينا الذي أعطى الكلمة للأستاذ أبو بكر ولد أحمد، الذي قال في محاضرته، أن ظاهرة الاسترقاق كانت منتشرة بين جميع شرائح مجتمعنا ولم تكن خاصة بفئة، ولكن حينما انتهت، انتهت لدى الجميع، وقال أن كل من مارسها ومن مورست ضده قد انتهى ورحل لذلك لا ينطبق علينا ما انطبق عليهم.
كما دعا لطلب العلم، وقال أنه الوسيلة الوحيدة للتقدم، واستطرد أمثلة من القادة والعلماء المسلمين الموالي كيف لم يكن ماضي الرق حاجزا بينهم وبين التقدم والنجاح.
تلاه القارئ الراجل ولد عثمان، بمحاضرة مختصرة ذكر فيها بالله، وشرح أن الله خلق الإنسان لعبادته، كما أوضح أن ميزان التفاضل بين الناس الذي وضعه الله عز وجل هو التقوى، وبين أن ما نحن فيه إنما هو نتاج عدم تطبيقنا للأوامر واقترافنا النواهي فالله يقول (إنما المؤمنون أخوة)، وأضاف أن الطريق لتخطي هذه الظاهرة، هو ولوج حقل العلم فبالعلم يكون العمل.
ودعا الجميع للتوبة الى الله عز وجل، وأتباع أوامره، وترك نواهيه، كي نعيش في مجتمع ينعم بالأمن والرخاء.
مسجد الرحمة
كانت البداية لهذه الندوة المباركة في مسجد الرحمة بتلاوة آيات بينات من كتاب الله، ثم بعدها بدأت الجلسة العلمية برئاسة المفتش العام الأستاذ بون عمر لي، الذي أعطى انطلاقة الجلسة بمحاضرة الدكتور الشيخ ولد الزين الذي أكد من خلالها على جملة من النقاط منها:
أن تلك الفتوى بديهة لا تنسخ الحكم الشرعي، وأن الحاصل في موضوع الرق في بلادنا هو انعدام المحل، أي انعدام مناط الحكم الشرعي، أي أن هذا الاسترقاق لا يعتبر إلغاءه إلغاء لحكم شرعي.
أن الحديث في هذا الموضوع لا يعتبر بدعا من القول، إنما تناوله علماء القرن الحادي عشر ميلادي من أمثال أحمد باب التنبكتي وصاحب الاستقصاء.
أن هذه الفتوى تلغي ضمنا جميع ما يترتب على الأرقاء من أحكام كانت سارية عليهم، كالتوريث والسراية واعتبار أن عورة الأمة كعورة الرجل ونحوه.
ثم نوه بأهمية أن يكون هناك فقه للحرية، وأن يشاع هذا الفقه في المجتمع، واعتبر أن أصول مذهب الإمام مالك كلها تنحو هذا المنحى الذي سلكه علماء البلد في تلك الفتوى، ومن تلك الأصول: قاعدة سد الذرائع والمصالح المرسلة.
ثم أحيلت الكلمة للدكتور عبد الله ولد ادريس والذي انبرى للإجابة على سؤال اعتبر أنه كان الشغل الشاغل لبعض الناس، وهو لماذا أصدر العلماء هذه الفتوى في هذا التوقيت؟، ولماذا أكدت فتوى 1981؟
إلا أنه اعتبر أن هذه الأسئلة أسئلة سلبية، وعلى أصحابها أن ينظروا إلى النصف الملآن من الكوب لا النصف الفارغ، ثم تجاوز ذلك ليركز على أهمية التسامح بين فئات المجتمع وأن رمز الوحدة الحقيقي ليس اللون ولا اللسان إنما هو الدين، وضرب على ذلك أمثلة من غزوة بدر الكبرى التي ضرب فيها الصحابة أعلى مثال للأخوة الحقيقية وهي الأخوة في الدين.
وفي نهاية كلمته حث رابطة علماء موريتانيا إلى تكثيف هذا النوع من الأنشطة الإيجابية.
ثم فتح المجال بعد ذلك للجمهور لطرح أسالتهم وإبداء آراءهم والتي كانت كلها منسجمة مع الجو العام للندوة، بعدها قدم الأستاذ بون عمر لي خلاصة أعمال اليوم التاسع. وكانت الخاتمة مع الإمام سيديا بتعقيب ثم بدعاء ليكون ختام مسك لآخر أيام الموسم العلمي.