(دور قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات الرق) في اليوم الأول
نظمت وزارة الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي، بالتعاون مع رابطة العلماء الموريتانيين، ندوة علمية حول (دور قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات الرق) في الأيام 9-10-11 صفر 1436 الموافق 1-2-3 ديسمبر 2014 في بلدية كيهيدي.
و قد شهد الملتقى عدة محاضرات، القاها كوكبة من العلماء و المفكرين الأفاضل كما حضر الندوة وزير الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي السيد احمد ولد اهل داود، ونائب الامين العام لمرابط بن محمد الأمين، وعمدة بلدية كيهيدي السيد صو موسى دمب، و الدكتور البكاي ولد عبد المالك، وعدد من الشخصيات العلمية.
وقد افتتحت الندوة في يومها الأول بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تلته كلمة لعمدة بلدية كيهيدي، وبعد ذلك القى نائب الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين كلمة قصيرة.
ثم القى معالي وزير الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي، كلمة رحب فيها بالحضور الكريم، كما اعرب عن سعادته لتواجده في مدينة كيهيدي، وقال ان هذه الندوة تدخل ضمن تطبيق برنامج واسع تنفذه الوزارة، سعيا منها إلى المساهمة الجادة في القضاء على مخلفات الاسترقاق، كما قال ان هذه الندوة تدخل في إطار الأنشطة المخلدة لذكرى الاستقلال الوطني.
و أكد أن وزارة الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي عازمة على محاربة مخلفات الاسترقاق.
و عبر أيضا عن أمله الكبير في أن تتوسع هذه المعارف و التقنيات ضمانا لنشر ثقافة الحرية و الإنعتاق، وترسيخ معاني السلم والوحدة والتضامن، ثم أعلن افتتاح الندوة رسميا.
بدئت الجلسة العلمية الأولى برئاسة مولاي احمد ولد الشقير، قدم فيها الدكتور البكاي ولد عبد المالك محاضرة تحت عنوان (الوحدة الوطنية )، عرف من خلالها الوحدة الوطنية و ركز في كلمته على محورين، الاول: الوحدة الوطنية والتعددية الثقافية في موريتانيا، فعرض نماذج من التعايش في مرحلة ما قبل الدولة، و عرض أسباب مشكلة التعايش في الدولة الوطنية، وبين أسس الاندماج والهوية الجامعة، وفي المحور الثاني: الوحدة الوطنية والعدالة التوزيعية، وشرح كيفية توزيع الثروة، ثم طرح مبدئ التميز الإيجابي لصالح من هم اقل حظ من غيرهم.
كما ثمن ثراء الثقافة الموريتانية واعتبره مؤهلا للعب أدوار مهمة على الساحة الإقليمية الدولية، في حين يفتقد الكثير من شعوب المنطقة ذات البعد الثقافي الأحادي هذه الميزة.
الجلسة العلمية الثانية برئاسة اب بن سيداتي، قدم فيها المفكر ابو بكر ولد احمد محاضرة بعنوان (محاربة العادات المكرسة لمخلفات الرق) بين فيها أن أبعاد المشكلة على عدة مستويات، وسلط الضوء على الجانب التعليمي والمستوى المادي للقضاء على هذه الظاهرة ودعى لتنوير الأفكار للعبور الى الوحدة والأمن والإستقرار.
الجلسة العلمية الثالثة كانت برئاسة القاضي ولد عينينا، قدم فيها الدكتور لمرابط بن محمد الأمين بعنوان (دور الائمة و العلماء في القضاء على مخلفات الاسترقاق) دعا من خلالها الى تعميم المساجد على القرى و التجمعات وإقامة محاظر، الى جانب هذه المساجد وتكثيف الاتصال بهم بكافة اشكال التواصل العلمي والتوجيهي، كما دعى الى المزيد من التمازج الاجتماعي والتعاون والتكافل مع بقية إخوانهم في المجتمع حتى تتم ازالة الفروق، والى الوقوف في وجه الدعايات المغرضة الهادفة إلى بث الفرقة والبغضاء والتنافر بين الفئات، وبين بقية المكونات الاجتماعية الاخرى، عن طريق توعيتهم بمظاهر هذه الدعايات، وأعرب في اخر المحاضرة عن أمله في التجسيد الفعلي لهذه الأفكار حتى يتحقق ما نصبو اليه من المساواة بين مكونات هذا الشعب المسلم المتأخي ليتمكن من النهوض بالبلد.
وبعد انتهاء الجلسات العلمية أفسح المجال للحضور للنقاش وطرح الاسئلة والمشاركات.