شهدت الندوة العلمية في بلدية كيهيدي في يومها الثاني، حضور معتبر من أئمة وعدد من سكان المدينة، ا
لذين بدورهم رحب بالعلماء والمفكرين، كما ثمنوا هذه الخطوة الشجاعة، للقضاء على مخلفات الرق، وعبروا عن دعمهم لهذا العمل المبارك.
– الجلسة العلمية الاولى برئاسة الأستاذ بون عمر لي، قدم فيها الدكتور الشيخ ولد الزين محاضرة بعنوان (التكافل الاجتماعي ودوره في محاربة أثار الاسترقاق ) عرف في بدايتها معنى التكافل الاجتماعي، ثم ساق النصوص من الكتاب والسنة والإجماع مؤكدة مدى اهتمام الإسلام بالتكافل الإجتماعي، وقسم التكافل الاجتماعي الى اربع أصناف هي: التكافل الروحي، والتكافل الاخلاقي، والتكافل العلمي، والتكافل المعيشي، و أوضح ان الأخير هوا المعروف في بلاد الغرب، وقد اطلق عليه هذا الإسم خطاء فالوقع انه لون من الوانه.
وبين أن الإسلام قد وضع وسائل الزامية لتحقيق التكافل، كفريضة الزكاة، ونظام الكفارات، وصدقة الفطر.
المحور الثاني من المحاضرة كان حول دور التكافل الاجتماعي في محاربة مخلفات الاسترقاق، ووضع اقتراحات للتكافل مع المتضررين جراء هذه الظاهرة.
– الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور محمد المهدي ولد الطالب، قدمها القاضي ولد محمد عينينا بعنوان (الأبعاد السيسيو تاريخية لظاهرة الاسترقاق)،وقال ان منشأ ظاهرة الاستعباد منذ عشرات الألوف من السنين ، وتحديدا في التحول من الصيد الى الاعتماد على الزراعة المنظمة كوسيلة لإكتساب الرزق، وقد مورس منذ ما قبل التاريخ من طرف مجتمعات متفاوتة الثقافة من بدائية إلى متحضرة، وعرض صور من الاسترقاق حسب التسلسل التاريخي: الرق عند السموريين، الرق عند البابلين، الرق عند المصريين القدامى، الرق عند اليونانين، الرق عند الرومان، الرق عند الصنيين، الرق عند الهنود، الرق عند الفرس، الرق عند العرب القدامى، الرق عند العرب قبل الاسلام، مرورا بالرق في صدر الاسلام، ثم الرق في بلاد المسلمين بعد الدولة الراشدية، والرق في العالم الغربي، والرق في المجتمع الموريتاني، وأنتهاء بموقف دولة الاستقلال من الرق.
وقال ان الإجراءات المتخذة منذ الاستقلال لمحاربة هذه الظاهرة. كانت متفاوتة من حيث الفاعلية ، وأن أنجعها وأكثرها جدية ما قامت به الحكومة الحالية، وبرهن على ذلك بعدة امثلة ملموسة.
– الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور الشيخ ولد الزين، قدمها الأستاذ بون عمر لي بعنوان (نشر ثقافة الحرية والإنعتاق من خلال المنابر الإسلامية) أكد فيها على اهمية ودور العلماء والمثقفين والمجتمع المدني في حسم القضية، كما عرف الحرية بأنها “أغلى ما يملك الإنسان في دائرة مسؤوليته ، أوقعها الله في الخلق وسطية تجمع بين علم الخالق المطلق وحرية الإختيار الإنساني بحيث يتحقق العلم المطلق للخالق وهو مقتضى الإيمان بالله ، مع حرية اختيار الإنسان ، لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وتصرفاته وهو مقتضى العقاب الأخروي”
كما أوضح أن للحرية عدة مجلات، وأن مفهوم الحرية واسع، فاستعرض عدة مجلات تدخل في مفهوم الحرية.
ثم بين دور المنابر الإسلامية : المسجد، المحضرة، الجمعيات، المعاهد، القنوات، الإذاعات، المحاضرات، الملتقيات، المخيمات …، وكيف ان كل هذه الوسائط بإمكانها أن تبلور خطابا وسطيا يعمق الحريات ويؤطرها بحيث تتحقق ، وتساهم في عملية بناء الوطن.